الخميس، 11 أبريل 2013



سجن ابنه المعاق .. فأمرت المحكمة بحبسه عامين




 لا أحد يشك في مقدار الألم الذي يشعر به الوالدان عندما يرزقان بطفل ذي إعاقة، وربما لا يمكن لاحد منا لم يمر بهذه التجربة المؤلمة أن ينصف أصحابها، ولكن هذا الحدث مع كل ما يحمله من ثقل على الروح هو جزء من التنوع البشري الجميل الذي أراده الله سبحانه وتعالى لبني البشر، فكل واحد منا له دور في الحياة، بل أن الاسلام كان تحولاً حقيقياً في الثقافة البشرية من حيث التعامل مع ذوي الاعاقة، إذ أصبح لهم حقوق ملزمة على المجتمع ككل. 
                                                                                                                             

فبينما طردهم أفلاطون من مدينته الفاضلة، جعل لهم الفاروق عمر ديواناً لرعايتهم مع كل المستضعفين في الأمة، وجعل لهم الخليفة المأمون مأوى وألزم نفسه بزيارتهم أسبوعياً، إلى أن ضربه أحدهم وأذاه فتوقف عن زيارتهم وواظب على الاطمئنان عنهم، في سبق جاوز كل ما تتحدث عنه منظمات حقوق الانسان المعاصرة. ولكن ورغم هذا نجد بيننا من لا يزال ينظر إلى أطفاله من هذه الفئة وكأنهم عار حل بأسرته، فنراهم يصبون ألمهم وإحباطهم على أولئك الضعفاء قسوة وإهمالاً، بل يعمدون إلى اخفائهم عن الناس حتى لا يعلم أحد بأن لديهم طفلا معاقا ويتجلى هذا السلوك بوتيرة أعلى في حالة الطفل المعاق ذهنياً.                                            

ومن هؤلاء أب ابتلي بطفل معاق ذهنيا، فما صبر على البلاء ولم يحاول أن يأخذ منه العبرة ومواطن الخير باعتباره باب من أبواب الرزق والرحمة المبطن من قبله بالعذاب فعمد إلى عزله عن أشقائه وحبسه في غرفته وحيدا، فلا يقدم له الحد الأدنى من الرعاية والاهتمام، حتى أنه كان يضع له الطعام في أطباق بلاستيكية ليأكل منها كما يأكل الحيوان. وإذا ما أتى إليه ضيوف عمد إلى تقييده بالحبال حتى لا يخرج أو يتحرك فيشعر الزائرون به. وفي أحد الأيام خرج الرجل وأسرته المتمتعين بالصحة والعافية.       
       
في رحلة لعدة أيام إلى مدينة أخرى، فما كان منه إلا أن ترك طفله المعاق ذهنياً لوحده في المنزل وقيد رجليه حتى لا يتحرك من غرفته ووضع له طعاماً يكفيه كما اعتقد خلال فترة غيابهم، ووضع له طبقاً من الماء ليشرب منه كما يشرب الحيوان لعقاً، ولكن لأنه يعاني من نقص في القدرة على الاستيعاب وتقدير الأمور، وقد زادت حالته العقلية سؤءًا نتيجة عزله عن المجتمع وعدم تدريبه وتعليمه، فقد أنهى الطعام المخصص له في اليوم الأول من غياب أهله عن المنزل، وبقي دون طعام، وفي اليوم الثاني شعر بالجوع فلم يجد ما يقيم عوده، وازداد عليه الجوع فأخذ يصرخ وينادي مستنجداً بأعلى صوته، إلى أن سمعه أحد المارة.     
       
فلما علم أن لا أحد بالمنزل، اتصل بالشرطة الذين حضروا إلى المكان بسرعة وكسروا الباب، وكم كانت المفاجأة مؤلمة لجيمع من حضر الواقعة عندما وجدوا الطفل المعاق مقيداً وقد غرق بقاذوراته، وليس حوله طعام أو ماء، ولما أحضروا له بعض البسكويت ليأكله ريثما ينقلوه معهم، أخذه بسرعة وأكله مع الورقة المحيطة به دون أن يفتحه.من جهتها حركت النيابة العامة قضية ضد الأب اتهمته فيها بإهمال ولده وسوء معاملته وتعريض حياته للخطر، بناء على القانون الإماراتي الذي تضمن مواد متعددة لحماية حقوق الطفل وخاصة الطفل المعاق. كما أدانت المحكمة الأب بالتهم الموجهة إليه وحكمت عليه بالحبس لمدة سنتين، وألحقت الطفل بدار الرعاية الإنسانية للتتكفل الدولة برعايته وتوفير الحياة الكريمة والمعاملة التي تليق بكرامته الإنسانية.                                                                                                       



اشكال العزل 

1 – العزل في المؤسسات والملاجئ

قبل 1800 كانت العناية بالاطفال ذوى الاعاقات تتم داخل عائلاتهم وذلك قبل انشاء المؤسسات الايوائية وكانت الظروف المعيشية لهولاء الاطفال ممن عندهم الحالات الحادة مثل التخلف العقلي أكثر تدنيا بسبب بعض الامراض العضوية المصاحبة 

وقد قسم الاطفال في هذه المؤسسات إلى فئتين :

1)– مجموعة ذوى الاعاقات المعتدلة والبسيطة : الذين يتميزون بالطاعة والقدرة على الاستجابة للبرامج المقدمة 

2) مجموعة ذوى الاعاقات الشديدة : الذين لايستطيون الاستجابة لبرامج إعادة التاهيل 

ولقد اصبح من الواضح إن هذه المؤسسات تقوم بوظيفتين اساسيتين هما


الاولى : إعادة تاهيل الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة 

الثانية : العناية بذوي الاحتياجات الخاصة تحت الاشراف 

ومع بداية عام 1900 تقلبت الاراء ضد المعوقين فقد قيل انه ليس من حق المتخلفين عقليا إن يقيموا علاقات زواجية وانه من الواجب تطهيرهم وعزلهم بعيدا عن المجتمع ووفقا لهذه السياسة اتفقت الاراء على إن أفضل الطرق هي عزل المتخلفين عقليا في مؤسسات ايوائية بعيدة عن المناطق السكنية تنفيذا لاحكام قضائية تجعل خروجهم منها مستحيلا واجراء عمليات جراحية لهم تجعلهم عقماء غير قادرين على الانجاب 

وقد بلغ عدد الحالات التي اجريت عليها عمليات التعقيم في الولايات المتحدة وحدها 31083 حالة منذ صدور القانون إلى سنة 1958 حسب ما تشير اليه الاحصاءات وطبقا لهذه الفكرة فقد ظهرت طريقة لعزل المعوقين هي نظام المستعمرات أو المعسكرات حيث يوضع فيها الافراد المعوقين 

2 – مدارس ومعاهد التربية الخاصة :

قد بدات ارهاصات الاهتمام الخاص برعاية وتعليم المعوقين في مدارس خاصة في اوربا وامريكا منذ اوخر القرن 18 لاسيما مع بزوغ افكار المصلحين السياسيين والاجتماعيين في اوربا والمناداة بضرورة اعتراف المجتمعات بحقوق المعوقين في الحياة والاهتمام اللازم والرعاية الواجبة 

وقد اسفرت هذه الجهود عن انشاء اول مؤسسة لرعاية المتخلفين عقليا وتعليمهم في باريس ثم في ولاية ماسوشتس بالولايات المتحدة 
المجتمعات بحقوق المعوقين في الحياة والاهتمام اللازم والرعاية الواجبة
وقد اسفرت هذه الجهود عن انشاء اول مؤسسة لرعاية المتخلفين عقليا وتعليمهم في باريس ثم في ولاية ماسوشتس بالولايات المتحدة 

وقد شهدت هذه الفترة تغير النظرة للمعاقين عقليا واصبحت المجتمعات تظهر اهتماما بهم على نحو أو أخر



الاراء الؤيدة لنظام العزل          
                                                                                                                                                                  1/ إن وضع ذوى الاحتياجات الخاصة في مؤسسات ومدارس خاصة بهم يساعد في امكانية مواجهة حاجاتهم التربوية

 /2 إن نظام الرعاية بنظام العزل داخل مدارس مستقلة يعد امرا محتوما لا مفر منه 
   
 3 /صعوبة تجاهل الاتجاهات الاجتماعية السلبية الزائدة في المجتمع نحو المعوقين

 /4 إن نظام العزل يناسب الظروف الاقتصادية لكثير من المجتمعات النامية التي تعاني ظروف اقتصادية متدنية لا تمكنها من تهيئة المدارس العادية


ويجب حل مشكلة العزل بأن :

الطفل المعاق له الحقوق الاجتماعية ، والاندماج الاجتماعي بعدها تم الانتقال إلى أرض الواقع
 توفير التسهيلات وتأهيل الاطفال المعاقين فكريا ، حركيا واجتماعيا في محاولة لإيجاد سبل فعالة لضمان مساهمة ومشاركة ذوي الاعاقة مع المجتمع في جميع مجالات الحياة.
ضرورة تواصل الأسرة مع المؤسسة التي تقدم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة، والانضمام إلى مجموعات الدعم الذاتي، والتعرف على تجارب الآخرين والاستفادة منها، والحصول على المساندة النفسية والاجتماعية من الأسر الأخرى.
نحتاج الى تطوير الاماكن العامة لكي يستطيع المعاق الاستفادة منها

ومن اهم حلول العزل هو (الدمج)

الدمج يبدأ من الاسرة من خلال دمجهم في المناسبات المتعددة تعريف الاخرين بظروفهم لكي يلتمسون العذر بتعثر خطاهم وعدم فهم سلوكهم ان كانوا ممن يحتاج تعديل سلوك او غير ذلك 
يركز الدمج على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئاتهم الطبيعية وليس في بيئات محمية ومعزولة ، بعد إجراء بعض التعديلات في تلك البيئة لتفي بالاحتياجات الأكاديمية والاجتماعية والنفسية الخاصة بالأطفال المعوقين
فالمعاق يحتاج الى دمج وعدم تفريق 

الدمج يبدأ أولا من البيت فبعض الاباء والامهات يفرقون بين المعاق وأبناءهم الاصحاء ولا يهتمون بالنواحي النفسية 
 تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبالذات العاملين في المدارس العامة من مدراء ومدرسين وطلبة وأولياء أمور وذلك من خلال اكتشاف قدرات وإمكانات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة التي لم تُتَح لهم الظروف المناسبة للظهور.
 الصداقة غالباً ما تنشئ وتنمو بين الطلاب العاديين والطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصل الدراسي العادي والتي لا يتوفر لها المناخ المماثل في المدارس الخاصة المنعزلة  .

تقبل المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة مطلب ضروري والاسر التى تستشعر المسؤلية تجاه فلذات كبدها
لا تبالي بما تصطدم به في ارض الواقع من عقبات في الدمج 

 ويعجبني جدا الاسر التى لا تخفى ابنائها وتقدمهم للمجتمع بكل فخر واعتزاز وهذا ما يرده المربين 
فالاعاقة ليست عيب يدارى او يخجل منه 

و يجب التشديد على العقوبه و محاكمه من يعزل طفله المعاق و عدم اعطاء ما يستحق كانسان 
و اخيرا توفير المراكز التي تدعم الاسر و المجتمع و توعيهم ليتقبلو فكرة الدمج التي تعتبر الحل الاكثر تقدما للمجتمع لدفن افكار 
العزل و التفرقه بين الطفل المعاق و الطفل العادي                                         


..........................................................................................................



اراء الطالبات في قضية عزل ذوي الاحتياجات الخاصة                                                           

      حنان الغامدي :

عزل المعاق يعتبرامر سلبي جدا على المعاق و على المجتمع و الاهم من ذلك انه عدم وجود الوازع الديني في الاهل و عدم ثقتهم بالله و شكره على انجاب طفل لانه يوجد كثير من الناس لا يمكنهم الانجاب و وجود طفل معاق ليس بأمر محرج بل يجب على المجتمع ان يضمهم اليه وعلى الوالدين دعمه و دمجه في الحياه الاجتماعيه و تثقيفه بإدخاله مدارس او مراكز للمعاقين لانه ربما يؤثر في المجتمع بشكل ايجابي و يبني مستقبل جيد و يفيد غيره من الناس المعاقين و العاديين .                                    

   هيفاء الاسمري :

لا اتصرف بالعزل بل اؤيد الدمج 
قد يكون هناك حالات عدوانية خطيرة يجب ان تقوم ويعدل السلوك ثم يدمج في المجتمع حتى لا يسبب مشاكل ويلحق الضرر بالاخرين اما اذا لم يكن له تصرفات عدوانية يفضل ان يعامل مثل الاسوياء     

عهود الزايدي :   
                                                                                                                  
 يعجبني جدا الاسر التي لاتخفي ابنائها وتقدمهم للمجتمع بكل فخر واعتزاز فالاعاقة ليست عيب يدارى او يخجل منه  بل هي قضاء وقدر يجب الايمان والرضى به وظاهرة عزل ذوي الاحتياجات الخاصة ماهو الا انعدام الوعي ويعتبر شكل سلبي لان الشخص المعاق هو انسان سوي عاطفيا وجدانيا حاله حال الاسوياء الاخرين  ولهذا فهو يحتاج فقط اعترافاً ورعاية معقولة من ذويه ومجتمعه والى إتاحة فرصة بسيطة لإثبات وجوده ويكون عنصر فعال في هذا المجتمع 

هيا الصياحي :

برأيي أن القضية ممتازه وتستحق المناقشة ..لأنه بالرغم من التطورالا أن هناك أسر تنحرج من أخراج طفلهم المعاق أمام الناس ودمجه فالمجتمع فيجب على العائلة في هذه الحالة زيارة أخصائي نفسي حتى يساعدهم على التغلب على عدم تقبل الحالة وكذلك يجب على الأخصائين والخبراء في هذا المجال زيادة الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع وكذلك على الدولة أن تسهم في تهيئة المدارس والطرقات والمواصلات حتى تتناسب مع حاجاتهم الخاصة ،،ويتمكن الأسر من أخراج طفلهم المعاق ودمجه فالمجتمع بدون أحراج .

رحاب العجمي :

العزل برايي يعتبر جريمه بحق انسان .. فذوي الاحتياج الخاص انسان له حقوقه في الحياة والواجب علينا دمجه مع المجتمع ومساعدته وتاهيليه وتدريبه لكي يصبح قادر على القيام بنفسه او ان يقدم شئ للمجتمع . فمن المعاقين من هو الان اصبح ذو مكانه عاليه بالمجتمع .